تقديم الجماعة


جمـــــــاعة إفران

التعريف بجماعة إفران

تنتمي مدينة إفران من الناحية الإدارية إلى إقليم إفران التابع لجهة فاس مكناس، والذي يحده من الشمال إقليم صفرو وإقليم الحاجب ومن الجنوب الغربي إقليم خنيفرة ومن الشرق إقليم بولمان. و تقدر المساحة الإجمالية لمدينة إفران بنحو 4201 هكتار. أما بالنسبة لحدود جماعة إفران فنجد شمالا وشرقا وغربا جماعة تزكيت، وفي الجنوب جماعة بن صميم.

البدء والامتداد

بخصوص أصل التسمية فالرواية الشفاهية وحتى بعض المصادر التاريخية تشير إلى أن لها علاقة مباشرة بالكهوف، على اعتبار أن الكهف هو "إفري" بالأمازيغية، وجمعه "إفران". وقد حملت هذه التسمية لأن الكهوف تنتشر بشكل كبير في مختلف نواحي المدينة، كما أنها كانت تحمل قبلا إسم "أورتي" وهي كلمة أمازيغية تعني الحديقة أو البستان، وذلك اعتبارا لغناها الطبيعي وخضرتها الدائمة.

علما أن هناك من يربط التسمية بقبائل بني يفرن، إذ يشير ابن خلدون في "تاريخه" إلى أن "بنو يفرن أو آيت يفرن، أو الإفرنيونين، هم بنو يفرن بن يصلتين بن مسرا بن زاكيا بن و رسيك بن الديرت بن زناتة وقيل بنو يفرن بن مرة بن ورسيك بن زناتة، من قبائل الأمازيغ التي سكنت شمال أفريقيا"، ولذلك يعتبر الباحثون الذين اشتغلوا على إفران الأطلس الصغير، أن تسمية "إفرانهم"تعود إلى "يفرن بن وصال، الذي قطن "اكادير نتافوكت" و "إيغير إفران" المسمى باسمه، و بعدها سمي كامل الواد باسمه "أسيف إيفران".

وفي هذا الصدد تشير عائشة العلوي البلغيثي في "معلمة المغرب" إلى أن ما يلفت الانتباه في دراسة تاريخ هذه المدينة هو التقلبات التي لحقت تسميتها ما بين إفران ويفرن و إفران في الختام، و التي تعني المغارة أو الكهف.

و تشير المصادر إلى أن مظاهر الإعمار و الاستقرار الحديثة بالمنطقة تعود إلى القرن السادس عشر، مع الولي الصالح سيدي عبد السلام الذي أنشأ زاوية للعلم والصلاح ما زالت تحمل إسمه إلى اليوم، وذلك على بعد 7 كيلومترات من إفران عند وادي تزكيت. ومع حلول منتصف القرن السابع عشر، صارت الزاوية مستفيدة من العديد من الأراضي التي مُنِحت لها من قبل السلطان الرشيد بن مولاي علي الشريف. لتواصل المنطقة استقبالها لوفود من السكان من مختلف روافد الهوية المغربية، وذلك في إطار عمليات الانتجاع الذي كان يمارسها الرحل، أو عبر الممرات الطرقية والعلاقات التجارية التي كانت تربط كبريات المدن المغربية آنئذ، وذلك من قبيل طريق فاس مراكش وطريق الرباط تافيلالت، وغيرها من المعابر الطرقية التاريخية التي كانت توجب وجود "النزالات" و"الزطاطة".

لما فرضت الحماية الفرنسية على المغرب، وجد المستعمر في مدينة إفران فضاء استثنائيا، لاستعادة نمط العيش الأوروبي في جبال الألب، و هكذا وبعد مقاومة باسلة لسكان المنطقة، تمكن المستعمر الفرنسي من مصادرة الأراضي التي كانت في ملكية زواية سيدي عبد السلام، لأجل إنشاء مدينة حديثة ابتداء من سنة 1929. و بذلك فقد تم تصميم المدينة وفق تصور "Garden City " أي المدينة/الحديقة، التي ستوفر للمعمرين وذويهم إمكانيات الاستجمام، وبذلك كانت "الشاليهات الصيفية" على نموذج منازل الألب، محور النمط العمراني الذي اختير لهذه المدينة.

و مع فجر الاستقلال، عرفت المدينة نهضة عمرانية وتنموية، مع الاستمرار في الحفاظ على هويتها السياحية، وإضافة عناصر جذب أخرى، خصوصا مع إنشاء جامعة الأخوين بإفران سنة 1995. فقد عرفت المدينة تحولات سوسيو مجالية و سوسيو ثقافية كبرى، جعلت منها مدينة ذات جاذبية سياحية و ذات إشعاع وطني و دولي عالي، و هذا ما يوجب المزيد من العمل من أجل الحفاظ على هذا التميز و هذه المؤهلات الطبيعية والعمرانية والثقافية التي تتوفر عليها المدينة، و تشكل أساس نهضتها التنموية.

الماء و المناخ

ينتمي وادي تزكيت إلى حوض نهر سبو. و هو رافد لنهر مكناس أحد الروافد المباشرة لنهر سبو. من سمات نظامه الهيدرولوجي الكارستي: كون معدل صبيبه في الشتاء يصل إلى 10 أضعاف الحد الأدنى. ويتم التحكم في هذا النظام من قبل مصادر تدرجت عند السليل بين 1700 إلى 1450 متر. و يمكن وصف جريان النهر على النحو التالي:

  • قسم موسمي الجريان (دجنبرـ يوليوز) انطلاقا من مصب نهر تزكيت عند 1700 متر إلى نقطة 1648، أي على طول 4.5 كم؛
  • قسم دائم الجريان انطلاقا من نقطة 1648، يستقبل سلسلة من المصادر. أهمها نهر زروقة عند عين فيتال. و تستمر رحلته إلى زاوية إفران عند نقطة 1450.

نتيجة طبيعة الطبقة الكارستية تحت المصادر المغذية للينابيع بالأساس، يعرف النهر نضوبا موسميا. فخلال الصيف تنخفض المياه الجوفية و بالتالي جفاف العيون. إذ يؤثر الجفاف سلبا على البيئة في المنطقة. و نميز في الموارد المائية لجماعة افران بين نوعين وهما:

  • مياه السطح، و تتمثل أساسا في نهر تيزكيت التي يبلغ عائده المائي حوالي 50 مليون م3، يغذيه حوض يمتد على 1010 كلم2، إضافة إلى عين و ضاية ( عين زروق). و تتميز مياه افران السطحية بجودتها؛
  • المياه الجوفية للمدينة، و هي جزء من فرشة هضاب الأطلس المتوسط، و تتميز بجودة متوسطة.

في الواقع، لم يعد الحفاظ على الثروة السمكية (السلمون المرقط)، كما أن ري الماشية بالمراعي، لم يعد متاحا، و التخلص النفايات السائلة بمدينة إفران لم تعد تتم في ظروف السلامة الصحية. هذه الإشكالية ينبغي أن تراجع بحثا عن التنوع البيولوجي و تنمية السياحة البيئية. و تتوفر الجماعة على سد و حيد يسمى "تزكيت الأسفل" تقدر سعته ب 120 مليون م3، يقوم بدور حماية المدينة من الفيضانات.

و يتميز عموما مناخ الأطلس الأوسط بتدرج التساقطات المطرية؛ بحيث تتناقص من الغرب اتجاه الشرق، مخترقة الجنوب الغربي و الشمال الشرقي لسلسلة الأطلس المتوسط. و يسمح ذلك باستفادة المنطقة من الاضطرابات المحيطية الرطبة الآتية من الغرب.

تتعرض التضاريس الواقعة في الطرف الغربي لاضطرابات محيطية، تؤدي عن طريق امتداد الكتل الهوائية الرطبة و تراكم السحب إلى زيادة هطول الأمطار. كما أن الارتفاع والتضاريس يعتبران محددان يؤثران في كمية الأمطار و توزيعها في المنطقة.

يؤثر المناخ بواسطة مكوناته خاصة الحرارة والتساقطات والثلوج في الميزانية المائية للتربة و المشهد الغابوي و توزيع تشكيلاته. و تبين دراسة المناخ تركز التساقطات المطرية طيلة أشهر دجنبر و يناير و فبراير. من الناحية البيولوجية يعتبر الشهران الأولان من فصل الصيف (يوليوز وغشت) جد جافين؛ إذ يستقبلان في المجموع اقل من 20 ملم من التساقطات المطرية. كما تختلف المتوسطات السنوية للتساقطات من محطة إلى أخرى، إذ تسجل ما بين 827 ملم بأزرو و1122 ملم بإفران.

تتغير متوسطات قيم التساقطات الشهرية على مستوى محطة إفران المطار من سنة إلى أخرى. فشهر دجنبر يستقبل الحد الأقصى من التساقطات ب 142 ملم، و يأتي بعده شهر نونبر (118ملم) و يأتي في المرتبة الأخيرة شهر فبراير (107ملم). أما الحد الأدنى فقد سجل خلال شهر يوليوز (10.4 ملم) وغشت (13.8 ملم). و يصنف النظام الفصلي للمحطة ضمن النموذج المتوسطي؛ حيث أن الفترة الجافة تتوطن ضمن فصل الصيف، فيما تتوطن الفترة المطيرة ضمن فصل الشتاء. و يبقى عدد الأيام المطيرة داخل منطقة إفران جد مهم مقارنة مع باقي المغرب.

تتراوح الحرارة الدنيا بين °4.9- على مستوى محطة ضاية حشلاف و°1.3- عند ضاية عوا. و تعتبر أشهر دجنبر و يناير ـ وفي بعض الأحيان شهر فبرايرـ الأشهر الأكثر برودة في السنة. وتبقى النسب الدنيا المطلقة بإفران جد مثيرة؛ إذ سجلت محطة إفران المطار حدا أدنى قياسي بلغ °16.9- خلال شهر فبراير من سنة 2005. و تتراوح المتوسطات العليا للحرارة بين °30 على مستوى محطة الأرصاد الجوية بضاية عوا و °32.5 بضاية حشلاف. و يعتبر شهرا يوليوز و غشت الأكثر حرارة و جفافا.

تسجل التهاطلات الثلجية منحا تناقصيا خلال السنوات الأخيرة، الشيء الذي يفسر الدفء المناخي للمنطقة. فالنسبة للتهاطلات الشهرية يمكن للثلوج أن تتساقط في المناطق التي يتجاوز ارتفاعها 1500 متر انطلاقا من شهر دجنبر إلى بداية ماي. إلا أن الثلج يمكن أن يتساقط عدة مرات على طول الموسم البارد.وتتمثل الأشهر الأكثر تساقطا للثلوج في يناير وفبراير متبوعين بدجنبر و أبريل.

بناء على التحليل المناخي لمعطيات محطة المطار التي تجمل خصائص هضبة إفران، يتضح أن المناخ على مستوى هذه المنطقة رطب ذي متغير البرودة، مع فترة باردة تمتد طيلة ستة أشهر (نونبر- أبريل)، تعقبها فترة جافة تدوم أربعة أشهر مع تسجيل عجز في التساقطات المطرية خلال شهر يوليوز. وتسجل متوسطات الحرارة الدنيا خلال فصل الشتاء اتجاها نحو الانخفاض مقارنة مع المعتاد في الوقت الذي تسجل الحرارة القصوى اتجاها نحو الارتفاع. تبين هذه الوضعية كون فصول الشتاء هي الأبرز مع نوع من التدرج في قارية متزايدة تفسر بارتفاع الحرارة ( M-m ).

الغطاء النباتي

تضم غابة إفران تشكلا نباتيا غنيا، ويتنوع الغطاء النباتي الطبيعي مع الارتفاع و الانتشار، إذ يتألف جزء من غابة امندلين التي تبلغ مساحتها 5931.23 هكتار والذي يوجد تحت نفوذ الجماعة من تكوينات غابوية أساسها الفلين الأخضر. و قد تطورت هذه التشكيلات على سطح كلسي و على تضاريس ذات انحدارات ضعيفة إلى متوسطة القوة. وفي إطار تهيئة غابة الأطلس المتوسط تم تصنيف الشطر الذي يعود إلى الجماعة ضمن مجموعة سياحية.

يتوطن الفلين الأخضر الخالص بالشمال والشمال الغربي، و يتواجد على شكل شجيرات كثيفة ناضجة، تتخللها بعض الشجيرات الشائخة المتباعدة. شجرة البلوط جد محمية نتيجة ضعف الضغط البشري. التشكيل النباتي المرافق المتجانس أو المختلط نسبيا مهجور بسبب الحماية و إعادة التشجير. و يمتد بالشمال الشرقي و شمال الغابة الفلين الأخضر على حاله الأصلي، ويشكل تجمعا مغلقا وكثيف ذي أوراق رفيعة. على مستوى الغابة يبلغ متوسط عدد جذوع الفلين الأخضر 423 ساق في الهكتار، و يصل الحجم المتوسط المقدر 43,69 م3 في الهكتار.

يتوطن الأرز في الجزء الجنوبي والجنوبي الشرقي بين 1650 و1850 م. على شكل تجمعات شابة و ناضجة، نسبيا كثيفة و واضحة، تشوبها عناصر شائخة متناثرة. و يصل متوسط الطول بين 20 و25 م، أما القطر فيصل 120 سنتم. تشغله المستوى الأسفل شتلات صغرى من الفلين الأخضر في طور النمو. أما الغطاء النباتي المرافق فشبه غائب. تبدو إعادة تجدد الأرز شبه منعدمة، ويظهر في حالة الشتلات ومعلق عند السفوح. تقدر الكثافة المتوسط للأرز ب 95 ساق في الهكتار، ويبلغ الحجم المتوسط 103.58 م3 في الهكتار، أما التزايد فيقدر ب 1.674 في الهكتار في السنة.

المعطيات الديموغرافية

عرفت المدينة منذ إنشاء جامعة الأخوين سنة 1995 تحولا ديموغرافيا مهما، فقد انتقل عدد سكان المدينة من 12104 نسمة خلال الإحصاء العام للسكان والسكنى برسم سنة 2004، إلى 13380 نسمة برسم إحصاء 2014، فيما تشير الإسقاطات الإحصائية إلى أن مدينة إفران تضم إلى حدود الآن (2023) ما يناهز 20 ألف نسمة، علما أن هناك حوالي 5000 نسمة من طلبة وأساتذة جامعة الأخوين لا يتم احتسابهم ضمن الإحصاء العام.

و حسب إحصاء 2014 فإن ساكنة المدينة تتوزع على 6779 من الذكور و6601 من الإناث، و يشكل الأطفال دون السادسة 10.4 بالمائة والأطفال ما بين 6 و14 ما يصل إلى 13.4 بالمائة، فيما الفئة العمرية 15-59 تشكل 66.9 بالمائة، أما المسنون من فئة 60 سنة فما فوق، فتصل نسبتهم إلى 9.3 بالمائة. و قد تبين من خلال البحث الأسري لسنة 2011 أن 47 % من ساكنة المدينة هم دون 30 سنة، وتقريبا 64 % دون 40 سنة، و 11 % فقط أكثر من 60 سنة، إذ تتميز ساكنة مدينة إفران بكونها جد شابة، إلا أن هذا لا يمنع من القول بأن المدينة هي جزء من التحولات الديموغرافية التي يعرفها المجتمع المغربي، و التي تسير في اتجاه تراجع معدل الخصوبة و ارتفاع نسبة المسنين.

لقد بين إحصاء 2014 بأن الحالة العائلية لنحو 50.4 من ساكنة المدينة هي العزوبية، و أن 43.6 بالمائة متزوجون و 2.5 بالمائة من المطلقين و 3.6 بالمائة في وضعية الترمل. كما أن متوسط العمر الخاص بالزواج الأول يتحدد في 26.1 سنة للإناث و32.4 سنة بالنسبة للذكور و 29.3 سنة للساكنة بصفة عامة، ما يؤكد أن هناك تأخرا في الدخول إلى مؤسسة الزواج مقارنة مع نتائج الإحصاءات السابقة. و بالرغم من ذلك فإن معدل الخصوبة يحقق نوعا من الارتفاع، مقارنة مع بعض المدن، إذ يصل إلى 2.3.

و تقيم بالمدينة وفقا لنتائج نفس الإحصاء 3373 أسرة مشكلة من 4 أفراد في المتوسط العام، و تتوزع أنماط السكن على الفيلات بنسبة 13.3 بالمائة، و شقق العمارات بنسبة 17.6 بالمائة، و المنازل المغربية العصرية بنسبة تصل إلى 59.9 بالمائة، و السكن العادي بنسبة 3.2 بالمائة، و السكن الشبه قروي بنسبة 0.7 بالمائة، هذا بالإضافة إلى أنماط أخرى تنحصر في 5.4 بالمائة. و تظل الوضعية العقارية لأنماط السكن بمدينة إفران موزعة بين الملك الخاص بنسبة 39.1 بالمائة و الكراء بنسبة 34.8 بالمائة و أشكال أخرى من الاستغلال تصل إلى 26.1 بالمائة، كالسكن الوظيفي والسكن المجاني...

و بالنسبة للمعطيات الديموغرافية المتصلة بالمستوى التعليمي، يمكن القول بأن معدل الأمية قد شهد نوعا من الانخفاض خلال العشرية الأولى من الألفية الثالثة، بحيث نجد أن معدل الأمية لا يتجاوز 20.9 بالمائة، و بنسبة تقل عن 13 بالمائة لدى الذكور و 29 بالمائة لدى الإناث. و بالنظر إلى المشاريع التي أطلقتها جامعة الأخوين و عمالة إقليم إفران وجماعة إفران وباقي الفاعلين الجمعويين، و ذلك في إطار مشروع "إفران مدينة للتعلم مدى الحياة"، فإنه من المتوقع أن تسجل هذه النسب انخفاضا بينا مستقبلا.

المعطيات الاقتصادية

حسب إحصاء سنة 2014 تبلغ الساكنة غير النشيطة 7779 أي ما يناهز 45.1 بالمائة، وتبلغ الساكنة النشيطة 5601 بنسبة تصل إلى 54.9 بالمائة، فيما تصل نسبة البطالة إلى 19.5 بالمائة من الساكنة النشيطة. و تنتشر البطالة بين صفوف النساء أكثر بنسبة 31.2 بالمائة و في صفوف الذكور بنسبة 14.3 بالمائة.

و حسب البحث الأسري لسنة 2011، يبلغ معدل النشيطين المشتغلين 25.4 بالمائة، و في معظمهم غير مؤهلين مهنيا، و يشغلون في مختلف القطاعات التي لا تتطلب مؤهلات محددة: البستنة، الحراسة، البناء، التجارة... وحسب الإحصاء العام لسنة 2014 فإن الساكنة النشيطة تشتغل في القطاع العام بنسبة 42.7 بالمائة، و في القطاع الخاص بنسبة 43.9 بالمائة، وكمستقلين بنسبة 8.4 بالمائة وكمشغلين بنسبة 2.6 بالمائة.

يمكن القول بأن جماعة إفران تعتمد بشكل كلي على اقتصاد الخدمات السياحية المهيلكة و غير المهيكلة، و التي تنتج بالضرورة سلسلة من الأنشطة التجارية والعقارية (كراء الشقق) ومنسوب محدود من الصناعة التقليدية والاقتصاد الاجتماعي والتضامني.

و تتوزع الأنشطة التجارية (تجارة صغيرة في الغالب الأعم) على السوق الجماعي وأحياء بام و سلاوي و بئر أنزران والأطلس و الرياض، كما أن المحلات التجارية التي تتم بها تجارة التقسيط، تتباين وضعيتها العقارية ما بين ملك جماعي بنسبة عالية وملك خاص وأشكال أخرى من الملكية العقارية.

كما يلاحظ أن بيع المواد الغذائية يشكل النشاط الأساسي لهذه المحلات، فيما تجارة الألبسة والأجهزة الكهربائية و الإلكترونية وباقي السلع الأخرى تظل محدودة، ليجد المقيم بإفران، نفسه مضطرا للذهاب إلى أزرو أو مكناس، للحصول على غير المتوفر محليا.

و قد عرفت المدينة، و منذ سنوات، دينامية ملحوظة على مستوى افتتاح المطاعم والمقاهي وباقي الأنشطة المرتبطة بالقطاع السياحي، ومع ذلك تظل محدودية الوعاء العقاري عائقا رئيسيا أمام توسع هذه الأنشطة.فهذا النشاط التجاري يعتمد بالأساس على زبناء عابرين، وبالضبط خلال العطل الدورية والسنوية أو الجامعية، إذ يصير أكثر ديناميكية خلال الفترات الشتوية والصيفية.

وتتوفر مدينة إفران على سوق أسبوعي يعقد خلال يومي السبت والأحد، ويعتبر من أهم الفضاءات التجارية التي تتيح لفئات كبيرة من الساكنة ومن الزوار، إمكانية التسوق بأثمان مناسبة، كما أن ذات السوق يشكل أحد الموارد الأساسية لمداخيل جماعة إفران.

وباستثناء المقاهي الكبرى والمطاعم والفنادق، فان أرقام المعاملات التجارية بإفران تبقى جد متواضعة، وتحرك عائدات بالكاد تكفي للاستجابة للحاجيات الأساسية للأسرة.  و بالطبع فإن تدني أرقام المعاملات يعود إلى العديد من الأسباب، نذكر من بينها انتشار الأنشطة غير المهيلكة و التي تشتغل في إطار اقتصاد الظل، وهو ما لا يسمح بالتعرف على رقم معاملاتها.

كما ينضاف إلى هذا السبب عنصر آخر متصل بالطابع الموسمي للأنشطة، و ارتباطها بالظروف المناخية كسقوط الثلوج، والذي يرفع من عدد الزوار والسياح، إلا أنه بسبب توالي سنوات الجفاف وتراجع نسبة الأيام الثلجية، فإن الإقبال على المدينة يتراجع، وهو ما يؤثر حتما في كافة الأنشطة التجارية والخدماتية للمدينة. ويمكن إضافة عنصر ثالث مرتبط بالوضعية العقارية للمحلات وغلاء السومة الكرائية فضلا عن صغر المساحة، ما يجعل هامش الربح ضئيلا بالرغم من الإقبال المكثف أحيانا.

يمكن القول بأن هذه العوامل ساهمت في بلورة نشاط تجاري مركز في ثلاثة محاور، موجهة أساسا نحو تجارة التقسيط، استجابة للحاجيات اليومية للسكان، و لزوار المدينة خلال فترات الاستجمام والاصطياف. وعليه وبسبب غياب دينامية اقتصادية، لا تمارس مدينة إفران أية جاذبية غير إدارية على هامشها، الشيء الذي لا يشجع على استقرار أنشطة صناعية و خدماتية أخرى.